الأربعاء، 19 فبراير 2014

اسماك تاكل بعضهااااا



(اسماك تاكل بعضهاااااا)


يكفي ان ترتفع حرارة الماء حيث تسبح أسماك "البيرانا" المفترسة إلى 26 درجة مئوية، حتى تتحول هذه الأسماك إلى جيش من القتلة متعطش للدماء لا يميز بين "الأخوات" وبين الأسماك الغريبة أو أي نوع اخر من الحيوانات .. يهاجمها ولا يترك منها فى لحظات سوى هياكل عظمية. 
هذا المشهد المرعب يمكن ان يراه زوار حوض "اليوتيس" قرب رومورانتان وسط فرنسا في أي وقت من دون مقدمات فيما لو ارتفعت حرارة الحوض، لسبب او لاخر، درجة واحدة أو نصف درجة أحيانا، وهي ظاهرة تحير العلماء الذين بدأوا يكتشفون سر هذه الأسماك التي تستوطن مياه الامازون. 
دومينيك روميه الذي استقدم عام 1998 أفراخ البيرانا الحمراء من الامازون في البرازيل ليلقيها في حوض من 50 الف ليتر يقول "ان العلماء لم يكونوا يعرفون الكثير عن هذه الأسماك وسلوكها الغريب وحياتها وتعايشها". 
ويشير روميه إلى أن الأسماك التي نقلها قبل سنتين وكانت لا تزن الواحدة يومها سوى غرامين اثنين ولا يزيد طولها عن سنتيمتر واحد أصبح وزن كل منها أكثر من 500 غرام وطولها يتجاوز الثلاثين سنتيمترا. 
ويضيف ان حرارة مياه الحوض يجب ان تبقى مستقرة بين 24.5 و25.5 درجة مئوية وألا تتجاوز ذلك بأي حال حتى لا تحدث المجزرة.. لكن الأمر يبدو بالغ الصعوبة في حوض بمثل هذا الإتساع، والأمر الذي يعتبر مجرد تفصيل لا أهمية له في الأحواض الأخرى يعتبر مصيريا في هذا الحوض حيث يكفي ان ترفع الحرارة إلى 26 درجة مئوية حتى تتحول هذه الأسماك الخجولة إلى حيوانات مفترسة تلتهم كل شيء ولا توفر حتى رفاقها بحيث تصبغ الدماء مياه الحوض خلال لحظات. 
ويؤكد روميه ان أسماك البيرانا تتصرف عند ارتفاع درجة الحرارة في المياه وكانها أصدرت أحكاما بالإعدام فورا على عدد من "الرفاق" ليس بالضرورة ان يكونوا الأضعف أو الأكبر حجما في سلوك يبدو ان ما يتحكم فيه هو رائحة الهرمونات التى تلعب دور وسائل الإتصال بين الأسماك. 
وخلال ثوان فقط تمزق الأسماك "الاخوات" المستهدفات .. وعندما تتفرق أسراب البيرانا لا يرى المرء من الضحايا سوى الهيكل العظمي والفكين وهي تغوص لتستقر فى القاع. 
هذه الظاهرة جعلت هذه الأسماك تتناقص خلال سنتين رغم تكاثرها الطبيعي من 2000 إلى 1200. 
ويعتقد السكان حول حوض الامازون ان أسماك البيرانا تميل خلال فصل الصيف الجاف إلى افتراس بعضها بعضا بسبب قلة الغذاء لكن العلماء يؤكدون ان ظاهرة الإفتراس تعود إلى ارتفاع الحرارة صيفا حيث يتدنى منسوب النهر وترتفع حرارة المياه فيه. 
وفي حوض "اليوتيس" يتابع العلماء المراقبة عن كثب في مساحة محدودة تسهل المتابعة معها ويدرسون سلوك الأسماك وهي تتحلق حول غطاس يرتدي سترة واقية من الشباك المعدنية ويحمل فى يده قطعا ضخمة من لحم الخنزير أو أرنبا قبل ان تهاجم وتلتهم اللحم خلال ثوان فيما يحاول بعضها عض اليد المحمية نفسها. 
ويقول دومينيك "نعتقد ان الأمر مجرد رد فعل بسبب قرب الفريسة .. لكن الأمر الذي لا يصدق هو ان الأسماك في ذروة هيجانها لا تسعى إلى مهاجمة الغطاس نفسه بل تحوم حوله واحيانا تلامسه به من دون ان تؤذيه". 
وتكشف التجارب المزيد من المعلومات كل يوم حول هذا النوع من الأسماك الذي يثير من التقزز بمقدار ما يثير من الدهشة. 
ويقول دومينيك وهو مهندس زراعي أمضى عشرين عاما في افريقيا وسخر كل ما يملك لبناء هذا الحوض اعتبارا وفيه 400 نوع من الحيوانات البحرية من 1994 "اننا لا نسعى فى الواقع إلى اثارة الدهشة أو الصدمة لدى زائري الحوض بمقدار ما نسعى إلى حملهم على التفكير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية