السبت، 22 فبراير 2014

شياطين البحر تستغيث


أعداد أسماك الشّفنين من فصيلتي “مانتا” و”موبولا” آخذه في التضاؤل

جراء الصيد الجائر سعياً وراء منافعها العلاجية في الطب الآسيوي.


        عبر مياه المحيط، تنتقل أسماك الشفنين (الراي) من صنفي مانتا (شياطين البحر) وموبولا برشاقة وانسيابية استثنائيتين، وهي تنزلق وتلتف فاغرة أفواهها لتبتلع ما تجود به المياه من غذاء قرب سطح الماء. واليوم، فإن التهافت المحموم على أسنانها الخيشومية – وهي خيوط مسننة مسؤولة عن تصفية العوالق، والأسماك الصغيرة، وغيرها من الأطعمة – وضع أعدادها على حافة الخطر، حسبما خلصت إليه دراسة حديثة. ومع تزايد الطلب في الصين على هذه الأسنان الخيشومية المجففة، كدواء مزعوم للجدري وغيرها من الأمراض، فإن سمكة شفنين مانتا واحدة كبيرة الحجم قد تدر مئات عدة من الدولارات، مقابل ما بين 20 إلى 40 دولاراً للحمها فقط. ووفقاً لتقديرات ذات الدراسة، فإن ما يناهز 100000 من شفانين البحر تم تفريغها في الموانئ العالمية خلال العام المنصرم، ما ينبئ بكارثة وشيكة تتهدد نحو 12 نوعاً من فصيلة موبولا التي صنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) العديد منها ضمن قائمة الأجناس المهددة بالانقراض أو شبه المهددة بالانقراض.

        “إننا نخشى أن تختفي أسماك الشفنين من البحار، بنفس الوتيرة التي بدأت تغزو بها الأسواق”، يقول شون هاينريخس، المؤلف الرئيسي للتقدير الصادر عن مجموعتي الحفاظ على البيئة “وايلد آيد” و”تشارك سايفرز”. وجدير بالذكر أن وتيرة اصطياد صنف موبولا تصاعدت بحدة منذ ما يربو عن عقد من الزمن. بيد أنه بالرغم من جهود الصيد المكثفة هذه، فإن أسماك الشفنين التي تلتقطها شباك الصيادين صارت أقل عدداً وأصغر حجماً؛ ما يشير إلى أن أسرابها باتت في خطر حقيقي، على حد قول هاينريخس. لكن ومن جانب آخر، تشكل هذه المخلوقات الرائعة نقاط جذب سياحي مجزية، ما يحمل بصيص أمل لهذه الأحياء البحرية بطيئة التكاثر. – لونا شاير.

مقال منقول عن مجلة ناشيونال جيوغرافيك – النسخة العربية – عدد شهر أغسطس ٢٠١٢ – صفحة ٢٢ – ٢٣.


 

تتصدر سريلانكا قائمة الدول التي تستهدف صنفي مانتا وموبولا (التي تظهر هنا في أحد أسواق نيغومبو الصاخبة). وتلي سريلانكا في قائمة الخمس الأوائل كلاً من الهند، والبيرو، وإندونيسيا، والصين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية