السبت، 22 فبراير 2014

الحبّار الطائر


(الحبّار الطائر)

        تعيش الملايين من حبّار همبولدت (Humboldt) المعروف أيضا باسم الحبّار الطائر العملاق حياة “سريعة وصاخبة”، على حد تعبير كين بالتز، عالم المحيطات من مصائد الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية. ويوضح بالتز “إنها تصطاد وتأكل، ثم تصطاد وتأكل” على مدى عام أو عامين، ثم تنقضي. ويعتمد النظام الغذائي لهذا الحبار بالأساس على الأسماك، أو بعض الطيور البحرية العائمة التي يقودها القدر إلى مكانه؛ كما يأكل من بني جنسه أحيانا. و”يطير” هذا الحبار بين الفنية والأخرى عبر دفع جسمه خارج المياه نحو الأعلى. وهذا بحد ذاته إنجاز مهم قياسا بطول جسمه ولوامسه الذي يمكن أن يصل إلى 1.8 متر ووزنه الذي يفوق 36 كيلوجراما. ولعل اضطراره إلى الطيران يدخل ضمن تفاديه المفترسات، رغم أن العلماء غير متأكدين بالضبط من سبب طيران الحبار، ولا يفهمون لماذا يتغير لونه بسرعة من الأحمر إلى الوردي ثم إلى الأحمر القاتم. وربما لتمويه مفترسيه، أو للتواصل مع بني جنسه فحسب. واليوم أصبح هذا الحيوان البحري الذي يعيش في المياه الدافئة حديث الساعة بسبب “غارات” غير متوقعة شنتها أسرابه على شمال المحيط الهادئ، حيث ستؤثر شهيتها الشرهة بالتأكيد على النظام البيئي هناك.



        ويحذر ويليام جيلي، عالم الأحياء في محطة هوبكنز للأحياء المائية في جامعة ستانفورد، من ذلك بالقول إنه لو حدث وكانت أسماك السلمون ضمن قائمة طعام الحبار فإن مصائد الأسماك في الشمال الغربي ستتضرر كثيراً. لكنه في الوقت نفسه لا يصدق تقارير صيف 2009 عن هجمات شنتها أسراب الحبار على الغواصين في سان دييغو. ويقول جيلي إن الحبار يمكن أن يدفع بأحد أطرافه المسننة ليعرف ما إذا كان الجسم أمامه يصلح للأكل أو لا، “فهو ذكي وفضولي ويعتمد بشكل كبير على حاسة اللمس”؛ وكل شخص يلبس زي غواص مبلل سيُعتبر غير صالح للأكل بالنسبة للحبار. – مارك سيلفر

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية