الأحد، 23 مارس 2014

اسماك فى طريقها الى الاختفاء...



أسماك المياه العذبة في طريقها إلى الاختفاء

 
حذر عالم الأحياء الأميركي الشهير زيب هوغان من أن أسماك المياه العذبة الكبيرة تعيش مرحلة مضطربة من حياتها، وأنه يحاول تحديد أكبر عدد ممكن منها ودراسته وبحث سبل حمايته، قبل أن تختفي من الوجود إلى الأبد.
وجاء في تقرير حديث نشرته مجلة «ناشيونال جيوغرافي» أن أسماك المياه العذبة الكبيرة هي مخلوقات جديرة بالاهتمام والبحث، ويصل طول الواحدة منها إلى ما يزيد على ‬6 أقدام، وتزن ما يزيد على ‬200 رطل، وهي تعد من الكائنات النادرة على امتداد العالم، والبعض منها يواجه الخطر الوشيك المتمثل في الاختفاء من الوجود كلية.
ويشير عالم الأحياء هوغان إلى أن الكثير من هذه الأسماك يوجد في آسيا، وأنه حتى الآن قد درس ‬18 نوعا من إجمالي أنواع هذه الأسماك الذي يصل إلى ‬24 نوعا. وقد ساعدت أبحاثه الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة في إدراج بعض هذه الأسماك في قائمة الكائنات المعرضة لخطر الانقراض.
وقد أضيفت سمكة السلور العملاقة التي تعيش في نهر الميكونغ إلى قائمة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة باعتبارها معرضة لخطر الانقراض بشدة، وقد اصطاد صيادون تايلنديون في عام ‬2005 أكبر سمكة من هذا النوع، وقد بلغ وزنها ‬646 رطلا. وقبل عقد مضى كان عدد أسماك السلور أكبر بنسبة ‬95٪ على الأقل مما هو عليه الآن.
وفي الوقت الحالي يعتبر الصيادون أنفسهم محظوظين حقا إذا نجحوا في اصطياد دزينة من هذه النوعية من السمك في العام، وفي بعض الأعوام فإنهم لا يفلحون في اصطياد سمكة واحدة، الأمر الذي يعد إشارة تحذير إلى أن شيئا خطيرا يحدث بالنسبة لهذه النوعية النادرة من الأسماك. والمشكلات الرئيسية بالنسبة لهذه الأسماك العملاقة تتمثل في الإفراط في صيدها، والتدني بأحوال بيئتها الطبيعية، وذلك لأن الإفراط في الصيد يقلل بشدة من أعداد الأسماك، بينما التدني بوضعية بيئتها الحيوية يعد بمثابة المسمار الأخير في نعشها.
ويقول بروفسور هوغان في هذا الصدد: «عندما زرت نهر يانغ تسي عام ‬2008 رأيت بنفسي أن السمكة الجدافة على حافة الانقراض، وربما انقرضت بالفعل، فلم تشاهد أي سمكة من هذا النوع منذ عام ‬2003، فالسدود الهائلة تقف عائقا دون وصولها إلى مناطق وضع بيضها، أما إذا كانت هناك مياه تسمح بانطلاق الكائنات فيها فإن السمك سيظل في حالة صحية أفضل نسبيا، وبالتالي فنحن في حاجة إلى البدء في التفكير في ترك بعض مناطق عيش المياه العذبة دون أن نلمسها ولو بصورة نسبية».
وهو يشير إلى أنه جرب العوم بنفسه مع أسماك المياه العذبة الكبيرة، واستغرق الأمر منه وقتا ليس بالقصير لإدراك طبيعة سلوكها وأسراره.
وبالنسبة لسمك الحفش الصيني، الذي يتعرض لخطر الانقراض بشدة، فإن وجوده في الأرض ربما يعود إلى ‬200 مليون عام مضت، وربما يصل طول الواحدة من هذه الأسماك إلى ‬13 قدما، والمرء لا يشعر إلا أن يدرك أنه أمام سمكة عتيقة حقا، فهي تتصرف كما لو أن البشر غير موجودين حقا، فهي لا تكترث بهم.
وهناك أيضا سمكة أبو منشار المعرضة لخطر الانقراض بشدة، والتي قد يصل طول الواحدة منها إلى ‬20 قدماً، وفي الوقت الحالي فإن العين لا تكاد تقع عليها تقريبا على امتداد العالم كله.
ومن أسماك المياه العذبة العملاقة سمكة الراي اللساع، والتي تتسم بأنها اسماك ودودة وفضولية فهي تقترب منك كثيرا لتتبين ما إذا كان لديك غذاء، وهي في هذا الصدد تشبه الكلب تقريباً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية