الأحد، 4 مايو 2014

صيد السمك بالقصبة بين الهواية والمهنة !


صيد السمك بالقصبة بين الهواية والمهنة !

الكثير من الأشخاص يلومون بعض الصيادين بل يصل الحد إلى السب غير المعلن أو نظرات ناقمة بدعوى عدم إرجاع سمكة صغيرة إلى البحر ! 


نعم هو سلوك غير مقبول إذا تحدثنا عن ما يسمى بالصيد الترفيهي أو الرياضي. ولكن في المغرب أغلب الصيادين أناس بسطاء، قهرهم سماسرة البحر و الوسطاء، لا يكادون يوفرون ثمن بكرة خيط أو كيلو رصاص ولو كانوا ذوي خبرة و اختصاص. وأغلب متاعهم أكل عليه الفقر و الحاجة و تخرجهم الظروف من عنق الزجاجة. و كم من صياد لا يشم أولاده رائحة اللحم لأيام طوال حتى ألفو العيش على هذا المنوال، لا يواسيهم فيها إلا دخول والدهم وهو يحمل إليهم بشرى سمكة أو سمكات ستكون وليمة اليوم و تملأ المطبخ بالبركات. والمؤكد أنهم لن يوقفوه عند الباب ليسألوه إن كانت مواصفاتها ملائمة للمعايير الدولية !
فشعار الصياد الترفيهي هو قضاء لحظات تنسيه هموم اللأسبوع و ضجيج العمل، و لا بأس/ بل من المفروض عليه إرجاع السمك الصغير عله يحظى بفرصة للحياة و النمو.
أما الصياد البسيط فشعاره "البحر أمامكم و الأطفال ورائكم" ، ولا بد له من شيء يكفيهم شر الحاجة و يريح أمعاءهم من مرارة الشاي و الخبز ليل نهار.
هو كلام فقط كي لا نظلم الناس، و لن نأتي بأفضل من كلام العلي القدير : " أحل لكم صيد البحر و طعامه ... " ولم توضع معايير لذلك في كتاب الله .
المشكل، أن بعض من يلومون الآخرين على هذا الأمر لا يفعلونه من تلقاء أنفسهم، بل فقط تقليدا لبعض الأفكار الأوروبية التي روج لها الإعلام، و أؤكد لكم أنها حبيسة التلفاز و الإعلام ، أما على أرض الواقع فأكبر مجرمي الأحياء البحرية هم الأوروبيون ! ورأيتهم مرارا وتكرارا يلقون بأسماك صغييييييييرة في غياهب سلاتهم وحينما سألتهم لماذا ؟ يجيبون : c'est délicieux pour la friture ! .. "كا يجي بنين فالمقلة !" .. وا تا نووووووض زيد للمارشي شري الحوت و روج لينا الإقتصاد الوطني كالاك ديليسيو !
و منهم من يزاحم أبناء البلد حتى في الأحراش فتراهم منتشرين كالجراد بحثا عن بوزروك و الأخطبوط بين الأحجار ! 
المهم جازاكم الله خيرا، قدروا ظروف الناس، فحسابات الفقير ليست هي حسابات من يسر الله أمره، لا تحرجوا من أنتم عالمون بحاله، و لا تقسوا عليه أكثر مما قسى عليه الزمن.


المصدر: مدونة تقنيات الصيد بالقصبة http://techniquepeche.blogspot.com/#ixzz30kKlvRP3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية