السبت، 22 فبراير 2014

أيقونات الأعماق

(أيقونات الأعماق)

        تحت مياه المحيطات الشفافة، ثمة تماثيل لبشر صنعتها بالحجم الحقيقي، صارت بمثابة حيود إستوائية. في الوهلة الأولى تبدو وكأنها بقايا من حضارة قديمة، لكن ألق نظرة عن كثب، وستكتشف أنها تجسد أشخاصا حقيقيين يقومون بأعمال تنتمي لعالمنا المعاصر. وهي مصنوعة من إسمنت بحري صديق للمرجان. لعلكم تتساءلون عن سبب صنعي هذه التماثيل؟ والجواب: إبراز ما قد تبدو عليه العلاقة التكافلية والمستدامة بين البشر والطبيعة.

        وقبل خمس سنوات في غرينادا بجزر الهند الغربية، حدث أن حشدت حصيلة تكويني المهني وتدريباتي في مجالات النحت، والغوص، وتصميم الديكور المسرحي والتلفزيوني، والتصوير الفوتوغرافي، فصهرتها في بوتقة واحدة: النحت. فقد أدركت أن التماثيل تحت الماء يمكن أن تشكل وسيلة فنية تساعد في بعث الحياة في النظام البيئي لخليج مولينير بوينت. وبعدما نلت موافقة الحكومة، صنعت المزيد من هذه التماثيل، فتعاظمت طموحاتي، فبدأت منذ ذاك الحين على إغراق المئات من أعمالي الفنية تلك والتقاط صور لما ستبدو علية بعد ذلك. في البداية أرسم تمثالا، ثم أبحث أفضل السبل لبنائه ونقلة وتثبيته باستخدام رافعات، وطاقم عمال. وما أن يستقر التمثال في المكان المحدد، وبعد مدة قد تصل إلى ستة أشهر، حتى أبدأ في التقاط الصور – وهنا يكمن الجزء الممتع في العملية. لكنه يشكل تحدياً أيضا، فالمياه المالحة تغير الأشكال، كما أن الطقس والضوء متقلبان، لذا يجب أن أغتنم فرصة سانحة للتصوير.

        واليوم تحظى أعمالي بمشاهدة السباحين الذين يستخدمون قصبة الغطس، والغطاسين المزودين بطقم السكوبا، والسياح المحمولين على متن مراكب ذات قاع زجاجي شفاف. وآمل أن يستمتعوا بها، ويعجبوا أيضا بموقعها، في قلب ذلك التقاطع الحيوي بين الفن، والعلم، والبيئة.




 المصور الفوتوغرافي جيسون دوكيرز تايلور مصور فوتوغرافي مقيم في المكسيك. لمشاهدة المزيد من أعماله يُرجى زيارة الموقع underwatersculpture.com


بالقرب من جزيرة كانكون بالمكسيك، يرمز تمثال “رجل وسط النيران”، المزين بالأشواك المرجانية، إلى افتقارنا للوعي البيئي.


أغرقت هذا النحت، بعد إحداث ثقوب للأسماك أعلى التلفاز، قبالة ساحل كانكون، وأطلقت عليه عنوان “الخمول”. لماذا هذا العنوان؟ لأنه ثبت علميا أن أنماط حياتنا غير مستدامة، ومع ذلك فإننا لا نزال غافلين.


يقبع هذا التمثال تحت الماء بعمق نحو 5 أمتار قبالة شبه جزيرة مولينير بوينت في غرينادا. وقد استوطنت الإسفنجيات جانب الوجه المقابل للتدفق المستمر لمياه المحيط المفتوحة والمليئة بالمغذيات. وهذه واحدة من اللقطات القليلة التي استخدمت فيها الإضاءة.


بعد أن غابت عن الأنظار منذ سنوات في مياه كانكون، سمكة الملاك الرمادي تسبح قرب واحد من تشكيلة التماثيل الـ400 التي أسميتها “التطور الصامت”. وتحتل هذه التشكيلة مساحة 420 مترا مربعا، وأنا أمل في أن أضيف إليها 200 تمثال أخرى خلال هذا العام.


غطاس حر يهبط من السطح المضاء بنور الشمس باتجاه تشكيلة تماثيل ثابتة في غرينادا تسمى “صروف الدهر”. وتقبع خمسة وستون من منحوتاتي هنا، في ما يمثل – حسب علمي – أول منتزه للمنحوتات المعاصرة تحت الماء في العالم.


اتخذت من والدي موضوعا لهذا النحت، بعنوان “أرشيف الأحلام الضائعة؛ وهو يستقر تحت الماء قبالة ساحل كانكون. وتحتوي القوارير على ما يقارب مئة رسالة تعبر عن المخاوف والآمال التي كتبها زوار موقعي الإلكتروني.

شعب الباجا البرمائي


(شعب الباجا البرمائي)

        تعتبر البحار والمحيطات موطنا لما يزيد عن نصف الكائنات الحية التي تعيش على كوكبنا الأرض. ومن المؤكد بأننا لسنا على قائمة تلك الكائنات البحرية، فالبشر لا يشربون الماء المالح، ولا يستطيعون السير على سطح الماء، أو التنفس تحتة. إلا أن الرابط بين بنو البشر والبيئة البحرية متأصلة منذ الأزل، فأكثر من ثلث البشرية (٢٫٤ مليار) يعيشون داخل نطاق الـ ١٠٠ كيلومتر من الشواطئ.

        غير أن شعب الباجا من جنوب شرق آسيا، والذين يعرفون أيضا باسم “غجر البحر” قد حجزوا بطاقاتهم كمواطنين بحريين، فهم يعيشون معظم حياتهم أما في قوارب أو في منازل من الخشب والصفيح قائمة على ركائز فوق الشعاب المرجانية في المحيط. وعندما يقومون مضطرين بقضاء الليل فوق سطح الأرض فأنهم عادتا ما يصابون بدوار الأرض.

        يعيش شعب الباجا حياةُ تقليدية، يعتمدون فيها اعتمادا كليا على الموارد البحرية، وأهمها الصيد بالحراب، لذا فأن فتيان الباجا في استطاعتهم القيام بالغطس الحر لمسافة ٢٠ مترا والبقاء تحت الماء لعدة دقائق. كما تشير الدراسات التي اجريت على اطفال “غجر البحر” من تايلاند وبورما، بأن لديهم قدره للرؤية تحت الماء غير معتادة، ويرجح الباحثون ذلك إلى تكيف اعينهم مع البيئة المائية.\\

















ديناصورات معاصره

(ديناصورات معاصره)


     ، هو أحد فصائل التماسيح التي تتشابه بالكثير، فيعتقد البعض بأنها الرابط الوحيد لنا بعصر الديناصورات. يستوطن التمساح الأمريكي عدة أماكن، ومنها مناطق جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر مثاليه لاستيطانه.

        القاطور واحدا من عدد قليل جدا من الزواحف التي ترعى صغارها. ولديه على جلدة مجسات عالية الحساسية لكشف الاهتزازات، ترصد ادني درجات الاهتزاز في الماء لتمكنه من اكتشاف مكامن الخطر، وكذلك مواقع الفرائس. يستطيع القاطور أن يبقى على قيد الحياة بلا طعام لمدة تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات، وهو يعتبر حيوان غريزي فائق الخطورة.

        يبلغ وزن دماغ التمساح الأمريكي من ٨ إلى ٩ غرامات، ويمكن وضعه كاملا في نصف ملعقة طعام. عندما يجوع يقوم بمهاجمة إي شيء يتحرك، وللأسف فأن فرائس هذا الضاري غالبا ما تكون من الحيوانات الأليفة والأطفال الذين يهيمون بوجوههم بالقرب من برك القاطور.



الدلافين تختار اسمائها

(الدلافين تختار اسمائها)


        كونه واحدا من اذكى الثدييات على كوكبنا، لذا لن يكون مدهشا ما يكتشفه العلماء بين الحين والآخر من قدرات هذا الحيوان المذهله. واحد من الاكتشافات الأخيرة هي قيام الدولفين باستحداث صفاره خاصة به، تعمل بشكل فعال كأسم خاص به. قام العلماء بتغير نبرة الصفير من الإبقاء على النغمة الصحيحة، فلوحظ أن الدلافين استجابت للصفارات الخاصة بها وكذلك بتلك الخاصة بأعضاء مجموعتها. ويعتقد العلماء بأن هناك العديد من الحيوانات التي يمكنها أن تفعل هذا، وربما أكثر أيضا، ولكننا لم نكتشف ذلك بعد.

حلزونات عائمة


(حلزونات عائمة)

        يشكل اللعاب اللزج الذي تفرزه القدم وسيلة للتحرك أو لبعث الرسائل الكيميائية لدى جميع الحلزونات تقريباً. لكن إحدى فصائلها البحرية التي بالكاد يصل طولها إلى 2.5 سنتيمتر ، وتدعى “Janthinidae”، تستثمر مخاطها بصفة أكثر إبداعا وأوسع حيلة، إذ تستخدمه لتشكيل طوف من الفقاعات يجعلها تعوم فوق سطح المحيط. وهي تتبع في ذلك أسلوبا بارعا، إذ تطوي قدمها حول كيس هوائي، ثم تربط كل فقاعة جديدة بالتي سبقتها من أجل تمديد طوفها على السطح. ويمكن أن يصل مخاط أغرزها إنتاجا حوالي دائرة واحدة في الدقيقة.

        وتتميز هذه الفصيلة الحلزونات لكونها ثنائية الجنس بالتعاقب (إذ تصبح جميغها إناثا عند البلوغ)، إلا أن هناك تفاوتا من حيث قساوة العيش في المرحلة التي تسبق إنتاج الأطواف. ويحيا ذكر غير ناضج من جنس “Recluzia”. وهو من أندر الأجناس. حياة لا عناء فيها لفترة من الوقت، حيث يبقى متعلقا بأنثى طائفة. لكن المنفعة هنا لا تقتصر على طرف واحد فحسب؛ إذ إن “الذكر يجد مكانا للعيش، كما تتاح لهما معا فرصة للتناسل”، على حد قول سيليا تشرشل عالمة الأحياء من جامعة ميتشيغان. وهناك أجناس أخرى تنجرف فوق السطح بمجرد اكتمال عملية التناسل؛ وتتدحرج يرقات حلزون “Janthina Janthina” في مياه المحيط بعد ولادتها، متهادية متمايلة إلى أن تصير قادرة على صنع الأطواف بنفسها. – جونا ريزو




لكون الحلزونات أرجوانية اللون من جنس “Janthina” تفتقر إلى أجهزة استشعار الجاذبية، فإنها تعوم بشكل مقلوب فوق طوف الفقاعات (وقد التصقت بها هنا 4 برنقيلات إوز متطفلة).

حيتان كاسحة للجليد

(حيتان كاسحة للجليد)

        تتميز الحيتان مقوسة الرأس (أو الحيتان القطبية) بجسم كبير، وسمين، وبطيء؛ لكنها مغامرة. ويعتقد العلماء أن لها قصب السبق في عبور طريق بحري في القطب الشمالي فُتح حديثا بفعل ذوبان الجليد. فقد اكتشف باحثون يتتبعون سربين من الحيتان في المحيط الأطلسي بالقرب من غرينلاند، والمحيط الهادئ بالقرب من ألاسكا، أن ذكرا واحدا من كلا السربين دخل الممر الشمالي الغربي في صيف عام 2011. وقد خلف هذان الذكران، اللذان كانا موسومين بصفيحة استشعار، مسارات في منطقة العبور (الخريطة) بقيت واضحة المعالم لمدة عشرة أيام.

        وعلى الرغم من أن السربين انفصلا عن بعضهما البعض على الأرجح بفعل الجليد قبل آلاف السنين، فإن الاختلافات الوراثية بينهما ليست كبيرة، ما يوحي بأن هذه الحيتان كانت تلتقي بصفة دورية خلال تلك الفترة؛ بحسب قول مادس بيتر هايد يورغنسن من معهد الموارد الطبيعية في غرينلاند. ويسعى يورغنسن وزملاؤه بكل حماس إلى رصد هذه الحيتان لمعرفة عدد الممرات التي تلتقي فيها في المنتصف. يقول يورغنسن “في ظل وجود جليد أقل في الممر الشمالي الغربي فإن من المحتمل أن يلتحق المزيد من الحيتان في حركة العبور تلك، وربما أجناس أخرى أيضا”. – موراي كاربنتر



 

يتوجب على الباحثين أن يحافظوا على مسافة لا تقل عن 3.5 متر بينهم وبين الحيتان مقوسة الرأس من أجل تثبيت صفائح متصلة بالأقمار الاصطناعية على ظهورها.

أسرار التمويه


(أسرار التمويه)


        كلنا يعلم أن الحرباء تستطيع تغيير لونها. أما بالنسبة للعلماء الذين يدرسون مستقبل المواد القابلة للتحول، فإن الأخطبوط، والسبيدج البحري، والحبار (أسفل) هم سادة التحول من دون منازع. ولهذه الكائنات، رأسيات الأرجل، قدرة على تغيير لون جلدها وزخرفته في جزء من الثانية، ما يمكنها من إبهام المفترسات وتضليلها من خلال التماهي بشكل شبه تام مع الصخور أو الشعاب المرجانية. أما السر في ذلك فيكمن في التحكم العصبي بملايين الأعضاء الجلدية الصباغية والخلايا العاكسة للضوء.

        ويعتقد علماء الأحياء اليوم أن بروتين الأوبسين – مستشعر للضوء يوجد في شبكة العين – له أيضا دور في عملية التحول هذه. فقد اكتشف فريق علمي يقوده روجير هانلون من مختبر وودز هول للأحياء البحرية، أن أوسبينا خاصا في عيون رأسيات الأرجل يوجد أيضا في جلدها. وبتمويل من مكتب الولايات المتحدة للبحوث البحرية، ينكب هانلون مع مهندسين من جامعة رايس في تكساس على تعميق أبحاثه من أجل كشف مزيد من أسرار التمويه. وهم يأملون بأن تسفر النتائج عن مواد جديدة، من قبيل البلاستيك أو ورق الجدران، يمكن أن تتحول – على سبيل المثال – من خطوط وشرائط حمراء إلى رقعة شطرنج بكبسة زر واحدة. يقول هانلون “إن الحرباء ذات بهاء أخاذ للغاية، لكنها مملة بعض الشيء بالمقارنة مع أجناس الحبار المتنوعة”. – لونا شاير



المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية