شهدت جزيرة دلما التابعة للمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، ظهور لسمكة قرش النمر الرملي في دولة الإمارات للمرة الأولى.
وعثر عبدالله بن ظاعن القبيسي مصادفة على القرش النادر في شباكه، عندما كان يعاين حصيلة صيده قبل أيام في جزيرة دلما.
وقال عبدالله القبيسي وهو «مدرب غوص وطالب في تقنية دبي» تخصص هندسة، إنه أثناء رحلة بحرية كان يقوم بها لجزيرة دلما، فوجئ بوجود السمكة الضخمة مع صيده من أسماك الكنعد.
وقد حاول تخليصها من الشباك، لإعادتها مرة أخرى إلى البحر لأنها من الأسماك المعرضة لخطر الانقراض، لكنها كانت عالقة في الشباك المخصصة أصلاً لصيد أسماك الخباط.
ومن المعروف أن أسماك القرش تتوقف عن التنفس مع توقف حركتها.
ويقول الباحث والمهتم بالبيئة البحرية محمد عبدالله، إن أسماك القرش تستخدم حركتها إلى الأمام لإدخال الماء إلى الخياشيم، حيث يتم امتصاص الأكسجين، وهذا يعني أن معظم أنواع أسماك القرش، تسبح لتتنفس، أي أنها لا تستطيع التوقف، لأن توقفها عن السباحة يعني الغرق.
ويؤكد القبيسي أنه لم يكن يسعى لصيد سمكة القرش، وأنها كانت قد فارقت الحياة عندما تمكن من تخليصها من الشباك.
وقال «بذلت كل ما في وسعي لإنقاذها، لدرجة أنني نزلت إلى الماء، وحاولت دفعها ومساعدتها على الحركة، متجاهلاً أسنانها الحادة التي قد تؤذيني، وللأسف الشديد لم أتمكن من إعادتها إلى البحر».
عندئذ قام القبيسي وبصعوبة شديدة وبمساعدة 3 رجال برفع القرش الضخم إلى القارب.
وعندما وصل إلى الجزيرة بصيده الثمين، حاول أن يعرف من الصيادين أي نوع من السمك اصطاد بالضبط، غير أنهم جميعاً لم يتمكنوا من ذلك.
ويوضح محمد عبدالله قائلاً: «لم أجد قرشاً مماثلاً له، فقمت بتوسيع نطاق البحث وتواصلت مع خبيرة أسماك القرش وطالبة الدكتوراه في جامعة الإمارات ريما جابادو، التي تعرفت على القرش مباشرة، وأكدت أنه قرش النمر الرملي، ولم يتم تسجيل وجوده في الدولة من قبل».
ويوجد هذا النوع من القرش في دبي مول بـ «دبي أكواريوم»، لكنه مستورد من جنوب أفريقيا».
ويعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع التي تتأقلم مع الحياة في الأحواض.
ويصنف قرش النمر الرملي في اتفاقية سايتس الدولية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.
وهو يتميز بأسنان طويلة وبارزة، تمكنه من افتراس الأسماك، لكنها ليست مصممة للتقطيع، حيث يقوم قرش النمر الرملي بابتلاع الفريسة من دون أن يقطعها أو يمزقها، لذلك فهو لا يصطاد أي فريسة لا يمكنه ابتلاعها.