موجة من الحر والحرائق
إجتاحت موجة من الحرارة المرتفعة وصلت إلى 45 درجة مئوية وأدت إلى نشوب مئات الحرائق
ومما ساعد على نشوب هذه الحرائق الجفاف الغير مسبوق الذي ألم بالمنطقة والذي جفف الانهار وأدى إلى فرض قيود على إستهلاك المياه .
هذا الجفاف هو أسوأ موسم جفاف تواجهه البرتغال منذ زمن بعيد وقد عم الجفاف 97% من البلاد أي أنه أجهد على البرتغال كلها وأثر على المحاصيل الزراعية وأدى إلى وفاة كثير من الماشية والحيوانات البرية وسبب خسائر قدرت بحوالي مليار يورو أو 1.2 مليار دولار.
وفي البرتغال أيضا تمت الاستعانة بالجنود لمكافحة الحرائق، وإقتصرت جهود مكافحة الحرائق على الرجال المتواجدين على الارض وذلك بعد أن إشتكى قادة الطائرات من أنهم لا يستطيعون الرؤية بسبب الدخان الكثيف.
وإلتهمت النيران 500 فدان من الغابات بالقرب من برشلونة
وذكرت الاخبار يوم 14-7-2005 أن العمال مستعينين بالجنود قاموا بإزالة 50 طنا ( أي 50000 كيلوجرام ) من الاسماك الميتة من أحد السدود بجنوب البرتغال والذي هبطت سعته التخزينية إلى 30% بسبب الجفاف.
50 طن من الاسماك الميتة
وذكر عميد بلدية "أوريكو" التي تقع على بعد250 كيلومتر جنوب لشبونة أنه بعد إزالة الأسماك الميتة ستبدأ عملية التنظيف التي قد تستغرق أسبوعين، وذكر أحد المسئولين أنه إذا وجدت كمية كبيرة من هذه الاسماك الميتة فإنهم سيضطرون لإزالة الاسماك الحية كذلك.
والجدير بالذكر أن موت هذه الاسماك هو بسبب نقص الاكسجين الناجم عن إرتفاع درجة حرارة الماء نتيجة لإنخفاض مستواها بالسد.
وفي وسط أسبانيا في إقليم "قوالداخارا" ومنذ أسبوعين لقي 11 رجلا من رجال الاطفاء مصارعهم عندما غيرت الريح وبشكل مفاجئ إتجاهها فحاصرتهم النيران.
وفي فرنسا في أقليم Var إتسمت جهود مكافحة الحرائق بإهتمام كبير عندما إجتاحت النيران أحد المخابئ السرية للبارود المستخدم أثناء الحرب العالمية الثانية وأدى إلى حدوث عدة إنفجارات بالمنطقة، وقتل إثنان من الطيارين بعد سقوط طائرتهم في كورسيكا ، وفرضت قيود على إستهلاك المياه بثلثي الاقاليم الفرنسية.
وفي الريفييرا الفرنسية ذكرت الانباء أنه تم إجلاء 5000 سائح بسبب الحرائق التي إلتهمت ما يقارب من 1600 فدان من الغابات بالقرب من Puget-sur-Argens الواقعة شمال غرب "سينت رافائيل" وقطعت الكهرباء عم 45000 منزل .
ومع بداية هذا شهر يوليو (7) لهذا العام 2005 وردت أخبار من شمال ووسط أيطاليا عن وقوع 21 حالة وفاة أغلبهم من المسنين.
إحدى هذه الحالات كانت من مدينة "فانو" لرجل يبلغ 62 عاما عثر عليه رجال الاطفاء وهو في حوض الاستحمام بالحمام مرتديا لملابسه بالكامل وكأنه كان يحاول تبريد نفسه حال دخوله من الخارج.
وإرتفعت الحرارة ببعض المدن بأوروبا لدرجة أن بعض المطاعم والمحلات الغير مكيفة لم تعد تقبل بطاقات الائتمان للدفع لأن آلات معالجة هذه البطاقات لم تحتمل الحرارة.
وأثر إرتفاع درجات الحرارة على مبيعات مكيفات الهواء .
إرتفاع الحرارة هذا العام يذكر الجميع بما حدث في فرنسا منذ عامين عندما توفي ما يقرب من 15000 من السكان ( في البحث ذكرت أن الرقم هو 13000 ولكن يبدو أنه تم تعديله بعد فحص جميع حالات الوفاة )
في أوروبا بدأ الجميع يحس بمرارة التغير المناخي
وهناك مرارة أخرى في أنفسهم موجهة تجاه أمريكا
فكثير من اللوم صار يقع على الامريكيين خاصة أنهم وقفوا ضد بروتوكول كيوتو بالرغم من تعديله.
وقد يسأل سائل ما علاقة موت الاسماك في البرتغال بأرض العرب
نقول ولله الحمد أن موت الاسماك في البرتغال وكذلك نفوق الماشية هو مؤشر على الجفاف الناتج عن تغير المناخ في جزء مهم من أوروبا متاخم لأرض العرب وإذا ما إستمر هذا النمط فإن الامطار التي كانت تسقط على جنوب أوروبا ستسقط على شمال أفريقيا أي الجزء الغربي من أرض العرب .
فلعل عودة أرض العرب مروجا وأنهارا صارت قاب قوسين أو أدنى