حينما تقرأ عن سمك القرش ستعلم أن الأمر ليس بهذه الصورة المخيفة.
يحلو للبعض تسمية سمك القرش بوحش البحر، إذ يكفي أن تقولها بصوت عال حتى تقشعر أبدان هواة السباحة وركوب الأمواج ويصابون بالهلع الشديد. فهذا الكائن قد اكتسب شهرة كاسحة بوحشيته وقوته الهائلة. ولعل رائعة المخرج الأمريكي (ستيفن سبيلبيرغ) في فيلم (JAWS) أو الفك المفترس، في منتصف السبعينيات قد ساعد على إكساب أسماك القرش سمعتها الوحشية.
فأشكالها توحي بهذه الوحشية بتكوينها الأسطواني، وأسنانها الحادة والكبيرة، وأعينها الجاحظة، وزعانفها المدببة. فكل هذه الصفات تؤكد المزاعم التي تؤيد وحشية هذا المخلوق. ولكن أغلب علماء عصرنا الحالي يعارضون هذه الفكرة، بل ويؤكدون أن القرش لا يهاجم الإنسان بقصد أكله أكثر من أنه مجرد فضول يتملك هذا المخلوق.
ويؤكد العلماء أن عدد الأشخاص الذين يموتون نتيجة للسع النحل يفوق بكثير عدد الأشخاص الذين يموتون نتيجة لهجوم أسماك القرش. كما أن نسبة الناجين من هجومها يتعدى الـ90%، وباعتبار ما سبق صحيحاً فإن أسماك القرش لا تبدو بتلك الوحشية التي يصورها البعض، ويبالغون في تصويرها حتى أصبحت من الكائنات المعرضة للانقراض بسبب الأعداد الكبيرة التي يتم اصطيادها.
ويعتبر سمك القرش من الكائنات الحية الموغلة في القدم حيث يتوقع العلماء ظهوره قبل 400 مليون سنة، وبدأ في طور التغيير والتطور خلال الـ50 مليون سنة الماضية. وتتمتع بهيكل غضروفي قوي، وهو ما يفسر سر المرونة التي تتمتع بها وسرعة الانقضاض على فرائسها. وقد اكتشف إلى الآن ما يقارب من 368 نوع منها ويتوقع وجود أنواع أخرى لم تكتشف حتى الآن.
وكسائر الكائنات البحرية الأخرى فإن أسماك القرش تتنفس عن طريق الخياشيم التي تتواجد على جانبي الرأس، إذ يمر الماء من خلال الفم إلى الخياشيم عندها يتم استخلاص الأوكسجين المذاب فيه. وكما هو معروف عن أسماك القرش، فإنها تتمتع بحواس قوية كالسمع، والشم، وقوة البصر، وهي عوامل تساعده في عمليات الصيد التي يقوم بها، فهي تستطيع أن تشم رائحة الدم على بعد مئات الأميال، كما تستطيع التنبه للذبذبات الناتجة عن حركة السباح أو أي كائن آخر على مسافات بعيدة جداً.
وتتميز أسماك القرش بأسنان حادة كالموسي حيث إن لمسة سريعة منها وإن كانت خفيفة قد تؤدي إلى جروح غائرة. وخلف كل سن من هذه الأسنان أسنان احتياطية في حالة فقدان السن أو كسره قد تصل في بعض الأحيان إلى خمسة أسنان مما يساعد القرش في عدم فقدانه لأهم أسلحته الفتاكة. وتتراوح أحجام سمك القرش ما بين حجم كف اليد إلى ما يساوي حجم حافلة مدرسية كالقرش الحوت وهو يعد أكبر أنواع القرش المكتشفة حتى الآن.
يرجع تاريخ سمك القرش إلى عصر الحفريات منذ 400 مليون سنة.. وهو من الثدييات التي احتفظت بشكلها كما هو منذ عهد الديناصورات.
في عصرنا الحالي.. هناك ما يقرب من 400 نوع من القروش.. ثلاثون منها فقط يمثلون خطرًا على الإنسان، ويتصدر هذه الثلاثين 4 أنواع هم أخطر أنواع القرش في العالم.. ألا وهي: القرش الأبيض White Shark ، والقرش الثور Bull Shark ، والقرش النمر Tiger Shark ، والقرش المحيطي Oceonics ، والذي يسير في مجموعات كبيرة، وهو السبب الأول لقتل ضحايا الطائرات المنكوبة ومهاجمة السفن وتحطيمها
اعتبر العلماء الوالهون بسمك القرش هذا الفيلم ظلمًا بينًا لسمكة القرش، وبذلوا جهودًا مضنية لسنوات عديدة للدفاع عن حقوقها.
فسمك القرش يعتبر عدوًا طبيعيًّا عالي الاختيار.. والإنسان لم يكن يومًا على رأس قائمة طعامه.. فعادة ما يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ.. وحتى الأنواع الخطيرة منها والتي لا تجد بأسًا في مهاجمة الإنسان لا تهاجمه إلا إذا كانت جائعة..
بالطبع هذه ليست دعوة للاقتراب؛ فأقل القروش شراسة قد تكون سببًا في الموت بطريقة أو بأخرى.
سيتعرف عليك من أول عضة
القرش يُقَيِّم فريسته بدقة.. من أول عضة.. بحيث يعرف حجم الطاقة التي سيحصل عليها منها، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة؛ ولذلك يعتبر سبع البحر فريسة مثالية؛ بسبب ارتفاع نسبة الدهون فى جسمه.. بينما لا يُعُدُّ إنسانًا نحيفًا مثلاً.. أكلة شهية.
يحدث ما يقرب من 50 إلى 75 هجومًا من سمك القرش سنويًّا.. 5 إلى 10 منهم يؤدي إلى الموت، 9 من 10 أسماك يهاجمون على عمق 1.6 متر من السطح.. 1/3 الحالات تكون مميتة ومعظم الضحايا من الرجال.
ما زال الكثير الذي لم يُعرف عن سمك القرش، لا يوجد اتفاق على متوسط طول أو عرض أو وزن، كما لا يوجد اتفاق تام على أعدادها أو مواسم هجرتها وتزاوجها.. هناك أقوال بأن طول القرش الأبيض يمكن أن يصل إلى 9 أمتار، وأن الوزن يقترب من ثلاثة أطنان.
جسم القرش من الداخل ليس فيه عظم.. الهيكل الداخلي يتكون من غضاريف، تستخدم القروش المجالات الكهربائية والمغناطيسية في رصد الفريسة.. كما أنها تعتمد على حاسة الشم أكثر من الحواس الأخرى.
يختلف الأكل باختلاف نوع القرش.. فمثلاً القرش الحوت يأكل عشب البحار، والقرش النمر يأكل تقريبًا كل شيء.. ولديه القدرة على إخراج ما في بطنه من مواد لا تهضم كالعلب والزجاجات الفارغة.
بعضهم يسبح بطريقة متواصلة مثل القرش الأبيض، وأنواع أخرى كالقرش الليموني يتمدد في قاع المحيط أثناء النهار، ويصطاد فرائسه من الأسماك وطيور البحر أثناء الليل.
ويُعَدُّ هذا النوع من أكثر الأنواع المفضلة في الدراسة؛ لشهرتها، وسهولة تواجدها، وقلة ضراوتها أيضًا.
كُلْية القرش كبيرة جدًّا، ومملوءة بكميات كبيرة من الزيوت؛ لتساعد الجسم على الطفو، والأمعاء حلزونية الشكل؛ لتساعد على الهضم. والقروش لا تتأثر عادة بالسرطانات أو أمراض الدورة الدموية.. ولديها قدرة هائلة على التئام الجروح سريعًا، جلد القرش قوي ومرن ويتكون من قشور صغيرة جدًّا.
معظم أنواع القروش تنمو ببطء شديد، وتبلغ سن الإنجاب بعد سنوات طويلة تقدر من 12 عامًا إلى 20 عامًا حسب النوع، كما أن الأنثى لا تنجب أعدادًا كبيرة في كل ولادة؛ حيث يصل العدد إلى 7 أو 8 فى المتوسط، لا يعيش منهم عادة إلا اثنان أو ثلاث.. يولد الصغير عادة وهو يزن حوالي 20 إلى 25 كجم.
حتى الآن لم يُسجَّل القرش رسميًّا على أنه حيوان مهدد بالانقراض؛ ولكن الصيحات ارتفعت في السنوات الأخيرة الماضية تنادي بإنقاذه من مغبة الانقراض.
يقتل سنويًّا ما يقرب من 200 مليون قرش، ويبيع الصيادون أنيابها بحوالي عشرة آلاف دولار للناب الواحد. تستخدم جلودها في صنع الأحذية بأنواعها والحقائب والمحافظ الجلدية، ويعتبر لحم القرش طبقًا شهيًّا عند الصيادين.
وهنا سوف استعرض لكم بعض المعلومات عن اخطر اسماك القرش
الموت الأبيض القاتل الأول
القرش الأبيض والمسمى بـ" الموت الأبيض"، هو أخطر أنواع القرش قاطبة، يعيش في المناطق الإستوائية، مثل: جنوب أفريقيا، أستراليا، وكاليفورينا، وهو عادة ما يتغذى على سباع البحر، السلاحف، الدولفين، بل والقروش الأصغر حجمًا.
يتراوح طولها ما بين 6 إلى 9 أمتار، وهو يهاجم فريسته بسرعة كبيرة، وعضدته يتعدى ضغطها 3.75 طن/ سم‑2 ، وهي مع ذلك لا تهاجم إلا إذا كانت جائعة. لون البطن أبيض، ومن هنا كان اسمه، إلا أن ظهره يتراوح ما بين اللون الرمادي والأزرق، وهو يهاجم دائمًا من أسفل إلى أعلى؛ حتى لا تلاحظ فريسته لون بطنه الأبيض.
القرش الأبيض من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، وأسنانه مثلثة ومشرشرة الحواف؛ لأنها ببساطة تستخدم فى تقطيع الفريسة.
ولقد كانت جنوب أفريقيا أول من أنشأ برنامجًا لحماية القرش الأبيض فى إبريل 1991م، ثم بدأت الدول الأخرى تحذو حذوها مثل أستراليا وناميبيا.
[
...القرش أبو مطرقة...
المواصفات : رأس القرش أبو مطرقة على شكل الحرف (T)، وتوجد عيناه في رؤوس أطراف المطرقة، وفتحتي الأنف إلى الداخل قليلاً. الطول : يصل متوسط الطول إلى 4 أمتار وقد يصل بعضها إلى ستة أمتار. الوزن : يصل إلى 900 كجم. الغذاء : الأسماك واللافقاريات.
السلوك : تتغذى هذه السمكة وحدها ليلاً. وتعيش في قطعان أثناء النهار، سن البلوغ لها مابين 10-15 سنة، وموسم التكاثر الربيع وأوائل الصيف، مدة الحمل تصل إلى 20 شهراً، وعدد الصغار قد يصل إلى 40، متوسط العمر للقرش أبومطرقة ربما 30 سنة أو أكثر. يحتاج سمك قرش أبو مطرقة مثله مثل كل أنواع القرش الأخرى للبقاء في شكل حركة دائمة وذلك بسبب أنه لايستطيع إدخال الماء إلى خياشيمه مادام واقفا ساكناً. فعندما يتحرك إلى الأمام فإن الماء يدخل عبر خياشيمه حيث يتم عندها استخلاص الأوكسجين اللازم للتنفس. وبالرغم من أن قرش أبو مطرقة يسبح في قطعان أثناء النهار إلا أنها تنفصل منفردة لتبحث عن غذائها في الليل. ويتغذى قرش أبو مطرقة بصورة رئيسية على اللافقاريات والأسماك ويلدغ فرائسه جزئياً ويستخدم أسنانه القوية لتمزيق فريسته لأجزاء لكن لا يستخدم هذه الأسنان لمضغ الفريسة وذلك لأنها تبتلع الأجزاء الضخمة من فرائسها وتهضمها داخل معدتها.
الموطن : توجد في المحيطات في كل أنحاء العالم عدا المناطق الباردة جداً، ونادراً ماتوجد في المياه التي تقل درجة الحرارة فيها عن 20 مئوية. وشوهدت في القنال الإنجليزي أثناء الصيف.
فريسته في أثناء غفلتها، أو بمعنى آخر عرِّفْه بنفسك ثابتًا مطمئنًا إذا كان بك رمق.
((( خبراء يحذرون: أسماك القرش فى خطر )))
سمك القرش الأبيض في جنوب أفريقيا
يجتمع حماة البيئة هذا الأسبوع لوضع أسلوب لإنقاذ أسماك القرش أحد أكثر أسماك المحيطات وحشية والتي أصبحت معرضة للخطر بسبب الإفراط في الصيد وتزايد الطلب على أطباق شهية مثل حساء زعانف القرش.
ويناقش الاجتماع الذي يعقد بديربان في جنوب أفريقيا المخاطر التي تواجه أسماك القرش الأفريقية والباروق وهو نوع من الأسماك البحرية الكبيرة من فصيلة القرش, ومحاولة وضع قائمة بجميع الأنواع المطلوب حمايتها في المنطقة.
وأوضح جورج بيرجس مدير برنامج فلوريدا لأبحاث أسماك القرش أن الإرشادات التي سيخرج بها الاجتماع ستكون قاعدة انطلاق لإدارة أفضل لصيد وحماية هذه الأنواع المعرضة بشدة للخطر.
ويقول الخبراء إن حكومات أفريقية تتعرض لضغوط متزايدة لفتح مياهها أمام أساطيل الصيد التجارية المتوقع أن تؤثر بدرجة أكبر على أعداد أسماك القرش فيها.
وتضم المياه الأفريقية ما يزيد على 260 نوعا من أسماك القرش والباروق, أي نحو 25% من إجمالي الموجود منها في العالم. ويوجد جزء كبير منها بجنوب أفريقيا.
أحجام ضخمة لأسماك القرش الابيض الاشر والاعنف على مستوى جميع الكائنات البحرية الاخرى
الحفاظ على رشاقة سمك القرش في "عالم البحر" بمدينة تشينغداو
يوفر "عالم قاع البحر" بمدينة تشينغداو بيئة طيبة وأعلافا ممتازة لساكنيه، وهو الأمر الذي أدى إلى تضخم سمنة أسماك القرش وتعسر حركاتها الصعبة، علما بأن سمك القرش هذا هو نجوم العرض في عيون المشاهدين. ومن أجل المحافظة على أداء القرش في برنامج "رقص مشترك بين الإنسان والقرش" اضطر العاملون بالحديقة المائية مؤخرا إلى فرض تمرينات رشاقة جماعية على سمك القرش./ شبكة الصين /