أغـرب حكايات البحـــر ..
بيشي مساوي (70 سنة) شيخ الصيادين بالموسم رجل حياته البحر إذ قضى 25 سنة كشيخ للصيادين عارفا بأسرار البحر التي يقول عنها انه لا يعرف أسرار البحر إلا من امتهن الصيد وتكبّد مشاق الرحلة!.
وطوال الأعوام التي قضاها في عرض البحر تعرض بيشي للعديد من المواقف والحكايات في نفس الوقت الذي ازداد فيه معرفة بأنواع الأسماك ومخاطرها.
ذات مرة - يروي شيخ الصيادين بالموسم- كنت وزميل لي في مركب للصيد، وعندما رمينا الجلب وبه الطعم لاصطياد السمك، شاهدنا سمك القرش يحوم حول المركب فحاولت اصطياده ونجحت في ذلك حيث كانت السنارة قوية جدا ولكن عندما حاولت ان أسحبه ظل يقاوم فاستخدمت معه اسلوب المد والجزر حتى أوصلته الى جانب المركب وخطفته بـ«المشلف» وجذبته الى بطن المركب فيما قام زميلي بضربه فتظاهر القرش بالتعب فتركه زميلي
ولكن ما كادت تنقضي نصف الساعة حتى دبت فيه الروح فقفز من ظهر المركب وأخذ يحوم حوله ويصطدم بجانبه كنوع من الانتقام فقررت ان أمسكه مرة أخرى وقلت لزميلي ان هذا يساوي 50 ريالا كان ذلك عام 1413هـ وبالفعل امسكت بذيله عندما اقترب من المركب وحذفت به الى داخل المركب فما كان من زميلي الا ان انهال عليه ضربا حتى فارق الحياة وبمجرد نزولي الى السوق دفعوا لي فيه 50 ريالا.
ويستطرد شيخ صيادي الموسم في سرد مواقفه مع سمك القرش قائلا من نوادر القرش انه يفتح فمه ساعتين في النهار ومثلهما في الليل وقد حكى لي صديق قصة وقعت لصياد وشقيقه مع سمك القرش فأثناء وجودهما في عرض البحر ضربت موجة قوية المركب الذي كانا يستقلانه فتناثر أشلاء وصادف وقتها وجود سمك القرش وكان فاتحا فمه فانقض على شقيق الصياد وقسمه قسمين.
هنا فكر الصياد.. يروي شيخ صيادي الموسم في خطة لاستعادة نصف شقيقه الذي ابتلعه سمك القرش فقام بوضع نصفه الناجي في سنارة ورماه في البحر كطعم فالتقطه القرش مع السنارة فأمسك به وظل الصياد بمعاونة آخرين يجذبونه والقرش يقاوم حتى انهارت قواه فتم سحبه الى الخارج وبهذه الطريقة تم استخراج النصف الذي ابتلعه القرش جثة هامدة وتم حفر قبر دفن فيه النصفان معا!.
وعن عدد الصيادين في الموسم يقول بيشي: انهم كانوا أكثر من 120 صيادا قبل عشرين عاما أما الآن فعددهم لا يتجاوز الخمسة وعشرين صيادا.
ويضيف الشيخ بيشي الى هذه التجارب ان لهم اتفاقا مع شيخ الصيادين في اليمن يقضي باعادة المراكب التائهة والمفقودة وقد تمكنت من استعادة 11 مركبا سعوديا مفقودا بالتنسيق مع شيخ الصيادين في اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق