أهالي العقبة جففوا وحنطوا السمك لأغراض غذائية وفنية
نتيجة طبيعية لوجود أهالي العقبة قريبا من البحر واعتمادهم في السابق على السمك كمصدر غذائي واقتصادي ، فقد ابتكروا أساليب لحفظ السمك ، قبل أن تعرف البشرية عمليات التبريد.
وكما جاء المقال في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فقد أشار الباحث في تراث العقبة عبدالله المنزلاوي الى أن أهالي العقبة كانوا يحتفظون بالسمك الفائض عن الحاجة الاستهلاكية بشكل (فسيخ) الذي يتم معاملته بالتمليح وتعريضه للشمس لفترات طويلة إلى ان يجف ثم يصار إلى حفظه في أوان مصنوعة من سعف النخيل ليكون مصدر مؤونة للعائلة في الفترات التي يقل فيها الصيد، وهو بذلك اقرب ما يكون إلى طريقة حفظ اللحم (القديد).
ويؤكد المنزلاوي في حديثه إلى ان البعض من سكان العقبة كان يلجأ الى تجفيف السمك لاغراض الزينة والوقاية من الحسد حيث كان يوضع في البيوت وعلى مداخلها إلى ان كانت أولى خطوات تحنيط السمك بمادة الفورملين، مشيرا الى ان هذه الطريقة استعملها الفنان حامد اسماعيل ياسين نقلا عن احد أصدقائه الألمان حيث عمد إلى إقامة أول معرض للأسماك المحنطة في مدينة الزرقاء عام 1966 .
واشار الى ان طريقة تحنيط السمك انتشرت لاحقا لتدخل ضمن الفنون الشعبية لأهل العقبة التي ترسم معالم الانسجام بين العقبة وناسها وعلاقتها مع البحر ومكنوناته حيث تتواجد عدة محلات تعرض الأسماك المحنطة وبعضها يحتفظ بالأسماك النادرة مثل فك القرش وتعرضها بشكلها المحنط إلى جانب السمك الذي يتم اصطياده يوميا.
وبين المنزلاوي أن هذه الظاهرة الشعبية في طريقها للزوال حاليا بعد تضاؤل الصيد في خليج العقبة ونتيجة لتنامي المنشآت الصناعية على شاطئ البحر وابتعاد الأسماك كثيرا عن المياه الإقليمية، لكنه رغم ذلك ظلت عالقة في ذاكرة الجيل العقباوي عن زمن الصيد الجميل الذي كان يؤرخ لتاريخ الناس في العقبة وعلاقتهم بالبحر في مده وجزره.
أسماكي : جديرٌ بالذكر بأن أهالي منطقة القطيف وتاروت الساحليين في المملكة العربية السعودية ، درجوا على تجفيف السمك أيضا ، من خلال تمليحه ثم تعريضه للشمس ، والاحتفاظ به كأمان غذائي مخزون ، ويسمونه ” إحلي “.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق