اخطر الحيوانات السامة في العالم
من الصعب تحديد أشد الحيوانات سمية في العالم؛ فلا يمكننا الجزم هل هو الذي يملك أشد المركبات الكيماوية سمية، أم الذي يروح ضحيته أكبر عدد من البشر سنوياً، أو ربما ذلك الذي لديه أكبر كمية من السمّ؟
في البداية، علينا التفرقة بين الحيوانات السامة "Poisonous"، وتلك القاتلة "Venomous"؛ فالحيوانات السامة تحمل مواد كيماوية ضارة تسمى "سميات"، وهي إفرازات تسبب أعراضاً مَرَضِيّة للضحية، تستخدم في المقام الأول للدفاع عن النفس؛ بينما تقوم الحيوانات القاتلة بنقل سمها عن طريق اللدغ أو الطعن أو العضّ.. وعند تنحية النظريات جانباً؛ فهي جميعاً خطيرة حقاً؛ لذلك انظر في كل صورة عن كثب وتحقق من شكل تلك الكائنات جيداً؛ لأنك عندما تراها في المرة القادمة ربما يكون هذا آخر شيء قد تراه في حياتك على الإطلاق.. ولنتعرف الآن سوياً على تلك الكائنات.1- قنديل البحر الصندوقي (Box Jellyfish)
عن جدارة واستحقاق ذهبت جائزة المركز الأول لأشد الحيوانات القاتلة سمية، إلى قنديل البحر المربع، أكثر الكائنات البحرية سمية على الإطلاق؛ ذلك لأنه قد تسبب -على الأقل- في 5567 حالة وفاة سجلت منذ عام 1954، لهذا الحيوان المائي أربعة عيون وليس له دماغ، ومع ذلك فإنه يتجنب أشد الأجسام صغراً عند حركته، وغالباً ما يتجنب البشر كذلك ولكن فقط عندما لا يثيرون غضبه!
يتواجد سمّ القناديل في لوامسها اللاسعة (يبلغ عددها من 60:10 في كل ركن من أركانه ويصل طولها إلى 2 متر تقريباً)، وتتميز بلزوجتها لسهولة الالتصاق بالضحية، التي تترك ندبات كبيرة على جسدها.. يعدّ سُمّ القناديل المربعة من بين أشد السموم فتكاً في العالم؛ حيث يصيب سُمّه القلب والجهاز العصبي وخلايا الجلد، وأسوأ ما في الأمر أنه يسبب ألماً رهيباً يصيب الضحية بالصدمة؛ فتموت غرقاً أو بسبب السكتة القلبية قبل حتى أن يصل إلى الشاطئ.
ويعاني الناجون من تلك التجربة آلاماً مبرحة لعدة أسابيع، ولا توجد عملياً فرصة للنجاة من تلك اللدغة القاتلة ما لم تعالج على الفور، عن طريق وضع الخل مكان اللدغ لمدة لا تقل عن 30 دقيقة؛ حيث يحتوي الخلّ على حمض الأسيتيك (الخليك)، والذي يعطّل انتشار السم وتسربه إلى مجرى الدم، وعلى الرغم من أنه قد لا يخفف الألم؛ فإن ارتداء ملابس السباحة الطويلة التي تغطي الساقين يفيد كإجراء وقائي؛ حيث يمنع القناديل من بلوغ الساقين والإضرار بهما.
تستوطن القناديل المربعة المحيطات الدافئة على مستوى العالم وأكثر أنواعه شراسة تلك المتواجدة في الساحل الشرقي لأستراليا.2- أفعى الكوبرا الملكية (King Cobra)
أفعى الكوبرا الملكية أو "أوفيوفاجوس هانا" Ophiophagus Hannah، هي أطول ثعابين العالم، وقد تنمو حتى يبلغ طولها 5.6 متراً، و"أوفيوفاجوس" تعني حرفياً "آكلة الثعابين"؛ حيث إنها تتغذى على الثعابين الأخرى، لدغة واحدة من تلك الأفعى تكفي وبكل سهولة لقتل إنسان بالغ، ويمكنها قتل فيل آسيوي خلال 3 ساعات فقط إذا ما تعرّض الكائن الضخم للدغ في مناطق حساسة مثل الجذع.
الكوبرا الملكية ليست كغيرها من الثعابين السامة؛ حيث يمكنها حقن 5 أضعاف كمية السم التي تحقنها "المامبا السوداء"؛ مما يسبب الوفاة أسرع 5 مرات، وهي تنتشر عبر جنوب وجنوب شرق آسيا؛ حيث تعيش في مناطق الغابات الكثيفة المرتفعة.3- الحلزون المخروطي المبرقش (Marbled Cone snail)
الحلزون المخروطي المبرقش جميل الشكل؛ ولكنه مميت مثله مثل بقية تلك الكائنات على القائمة، قطرة واحدة من سُم الحلزون القوي يمكنها الفتك بأكثر من 20 إنساناً؛ ومن حسن الحظ أنه يُستخدم سمه فقط للإمساك بفرائسه؛ فإذا تصادف وجودك في المياه الدافئة المالحة؛ حيث تتواجد غالباً هذه الحلزونات- ورأيت أحدها فلا تفكر حتى في التقاطه.
أعراض التعرض للدغة الحلزون قد تظهر في الحال أو ربما -في بعض الحالات- بعد بضعة أيام؛ حيث تسبب ألماً بالغاً وتورماً مع شعور بالخدر ووخز، وقد تصل في بعض الحالات الشديدة إلى الإصابة بشلل العضلات واضطراب الرؤية وتوقف التنفس؛ وبرغم أنه لا يوجد ترياق مضاد للسم؛ فقد سجلت حوالي 30 حالة وفاة بشرية من جراء تسمم الحلزون المخروطي.4- الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء (Blue-Ringed Octopus)
الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء الأزرق صغير جداً، لا يزيد حجمه عن كرة الجولف؛ ولكن ما يحمله من السم يكفي لقتل 26 من البشر البالغين خلال دقائق، وليس لسمه ترياق؛ لذلك يعدّ حالياً من أكثر وأخطر الحيوانات سمية في العالم، لدغته غير المؤلمة قد تبدو عديمة الضرر؛ ولكن سمه العصبي القاتل يبدأ في العمل على الفور؛ فيؤدي لضعف العضلات مع شعور بالخدر، يتبعه انهيار الجهاز التنفسي، ثم الموت في نهاية المطاف.. ويُمكن العثور عليه في بِرَك المَدّ بالمحيط الهادي من اليابان إلى أستراليا.5- العقرب المميت (Death Stalker Scorpion)
خلافاً للاعتقاد الشائع بأن أكثر العقارب غير مؤذية للبشر؛ حيث تسبّب لدغاتها أعراضاً موضعية وحسب كالألم والخدر أو التورم، يعدّ العقرب المميت من أخطر أنواعها لأن سُمّه عبارة عن مزيج من السميات العصبية التي تسبب ألماً بالغاً لا يحتمل، يعقبه حمى، تليها غيبوبة وتشنّجات ثم الشلل والوفاة.
ولحسن الحظ، فبرغم أن لدغة العقرب مؤلمة إلى أقصى حد؛ فمن غير المحتمل أن تقتل ضحية بالغة سليمة من البشر؛ بينما يواجه الأطفال وكبار السن أو المرضى (ممن يعانون أمراض القلب) الخطر الأكبر.. وتنتشر تلك العقارب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط6- السمك الحجري (Stone Fish)
قد لا تكون السمكة الحجرية مؤهلة بأي حال من الأحوال لنَيْل أية جائزة أو حتى ثناء على روعة وجمال شكلها الخارجي؛ ولكنها حتماً مؤهلة وبقوة للقب "السمكة الأكثر سُمّية في العالم".
سُم السمكة الحجرية، الموجود في الأشواك والنتوءات شنيعة المظهر على السمكة والمصمم لأغراض دفاعية، يسبب لمن تلسعه من البشر ألماً بالغاً، وصُف بأنه أسوأ ألم يمكن لإنسان أن يواجهه؛ فمن تلسعه السمكة يتمنى حتماً أن يتم قطع الطرف الذي تمّ وخزه؛ اللسعة دائماً ما تكون مصحوبة بصدمة وشلل وموت لأنسجة المنطقة المصابة، وإذا لم يتلقَ الشخص ترياقاً للسم في غضون ساعتين يلقى حتفه.
السمكة الحجرية غالباً ما تعيش شمال مدار الجدي؛ وتتواجد في المياه الاستوائية الضحلة في المحيطين الهندي والهادي، كما يمكن أن تتواجد في أماكن شتى من العالم بداية من البحر الأحمر وحتى الحاجز المرجاني العظيم في ولاية "كوينزلاند" الأسترالية.7- العنكبوت البرازيلي الجوال (The Brazilian wandering spider)
العنكبوت البرازيلي الجوال المعروف علمياً باسم Phoneutria، والمعروف أيضاً باسم "عنكبوت الموز"، دُوّنَ اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2007 كأكثر العناكب سُمّيّة على وجه الأرض؛ فهو العنكبوت المسئول عن أغلب وفيات البشر الناجمة عن لدغات العناكب.
خطورة هذا العنكبوت نتيجة لعاملين مهمين للغاية؛ سُمّ الأعصاب لدى هذا العنكبوت هو الأعلى فعالية بين جميع العناكب؛ فنحو 0.006 مليجرام من سُمه كافية لقتل فأر، أما العامل الثاني يتمثل في طبيعته المتجولة؛ حيث يميل هذا العنكبوت إلى الاختباء في الملابس والأحذية والسيارات والمنازل طوال ساعات النهار في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
اللدغة السامة الواحدة من هذا العنكبوت لا تسبب فقط ألماً شديداً؛ ولكنها تؤدي إلى حدوث عجز جنسي لمن تلدغه.8- ثعبان التايبان البري (Inland Taipan)
ثعبان التايبان البري الذي يستوطن أستراليا هو الملك المتوج على عرش أكثر الثعابين سُمّية؛ فلدغة واحدة من هذا الثعبان يمكنها قتل مائة شخص بالغ أو جيش كامل من الفئران مكون من نحو 250 ألف فأر، فسُمّه أقوى بنحو 200 إلى 400 ضعف من سُم ثعبان الكوبرا.
سُمّ الأعصاب لدى هذا النوع من الثعابين، يمكنه الفتك بشخص بالغ في 45 دقيقة فقط، ولحسن الحظ فهذا الثعبان خجول جداً، ولم يتمّ توثيق أية حالة وفاة إلى الآن بسبب لدغة من هذا الثعبان؛ حيث إن كل اللدغات التي تعرّض لها البشر من هذا الثعبان تمّ علاجها بالمصل المضاد.9- ضفدع السهم السام (Poison Dart Frog)
إذا صادفت ضفدعاً جميلاً وأنت تركض أو تتجول في إحدى غابات منطقة أمريكا الجنوبية والوسطى؛ فحذار أن تحاول التقاطه بيديك العاريتين؛ فقد يكون ضفدع السهم السام، الذي يعتبر الحيوان الأكثر سمية في العالم؛ فالضفدع الذي يبلغ طوله 5 سنتيمترات فقط لديه من السُم الكافي لقتل 10 أشخاص أو 20 ألف فأر، 2 ميكروجرام فقط من السُم القاتل لهذا الضفدع يمكنها قتل شخص بالغ أو أي من الثدييات الكبرى الأخرى.
هذه الضفادع يُطلق عليها "السهمية" نظراً لاستخدام إفرازاتها السمية من قِبَل الهنود الحمر لتسميم رؤوس الأسهم التي كانوا يستخدمونها في حروبهم ومعاركهم، والضفادع السهمية تحتفظ بسُمها في جلودها؛ مما يعني أن من يأكلها أو يلمسها سيلقى حتفه10- السمك المنتفخ (Puffer Fish)
السمكة المنتفخة هي ثاني الفقاريات الأكثر سُمّية على وجه الأرض (بعد ضفدع السهم الذهبي اللون)، تعتبر لحوم أنواع معينة من الأسماك المنتفخ وجبة غذائية شهية خاصة بالطبقة المترفة، كما مع سمكة Fugu في اليابان وسمكة Bok-uh في كوريا؛ ولكن المشكلة في هذه الأنواع من الأسماك أن جلودها وأجزاء معينة من أجسامها سامة جداً ومضرة لصحة البشر.
السمكة المنتفخة تمنح الإنسان موتاً سريعاً وعنيفاً؛ حيث إن التعرض لسُم السمكة المنتفخة يسبب موت اللسان والشفتين، والدوار، والتقيؤ، وتسارع ضربات القلب، وصعوبات في التنفس، وشللاً في العضلات، وفي النهاية يموت الضحايا جراء الاختناق بسبب إصابة عضلات الحجاب الحاجز بالشلل، وفي معظم الحالات يموت الضحايا في فترة تتراوح بين 4 إلى 24 ساعة فقط بعد التعرّض للسُم، وما يزيد من خطورة هذه النوعية من الأسماك عدم وجود ترياق لسُمها؛ حيث إن معظم الوفيات البشرية نتجة التعامل مع سمكة Fugu، جاءت كنتيجة مباشرة لتعامل أشخاص غير مؤهلين جيداً على كيفية التعامل مع السمكة.
كانت الأرقام قد كشفت عن عدد يتراوح بين 20 إلى 44 حالة تسمم وقعت بين عامي 1996 و2006 في اليابان، وبما أن سُمّ السمكة المنتفخة يؤدي للموت الفوري تقريباً؛ لذا لا يُسمح بالتعامل معها إلا لطهاة متخصصين، مرخص لهم بالتعامل مع السمكة المنتفخة وإعدادها للطهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق